تدور الرواية في فترة تشهد فيها طفرة اقتصادية، حيث يظهر طبقة جديدة من الأثرياء والمترفين. يشير الكاتب إلى هؤلاء الأفراد بأنهم "مُحدثي النعمة"، الذين يهتمون بشكل أساسي بالمال والثروة، وهم على استعداد لتقديم أي شيء، حتى الأشياء الأكثر نقاءً وسموًا، من أجل تحقيق الثراء والمكانة الاجتماعية الرفيعة.
ينتمي الشخص الرئيسي واصل إلى هذه الطبقة، إذ درس في كلية التجارة لمدة سنتين وأدرك أهمية امتلاك زوجة جميلة تلد له العديد من الأطفال، وذلك لغرض المظهر الاجتماعي. يتعرف واصل على فتاة ذكية ومثقفة وجميلة تُدعى راجعة، وهي ابنة فيلسوف وعده والدها بلقاء حبها وكأنهما التقيا في الماضي. اسمها هو نفسه اسمه.
على مدار الأحداث، يصف الكاتب الفجوة الكبيرة بين راجعة وزوجها التاجر الثري، الذي لا يشترك في اهتماماتها الثقافية والفكرية، حيث تتسم راجعة بروح رقيقة وشفافة وتسعى للحفاظ على حريتها وتشبع ثقافتها التي اكتسبتها في بيت والدها العالمي.
يظهر واصل (ديمتريو) في الرواية كمدرس موسيقى متحمس ومرهف الإحساس، وهو يتفق تمامًا مع الشخص الذي وعدها به والدها. ومع ذلك، تحدث أحداث مأساوية، حيث يموت حبهما قبل ولادة أطفالهما، حيث ينتحر ديمتريو ويجدون جثته وآلة الكمان بجواره على الشاطئ. ولا يمكن أن يتم الإشارة إلى نهاية الرواية دون ذكر البحر والمرافئ، فهما رمزان للنهاية والاستيعاب الذي لا يمكن تجاوزه في رواية حنا مينه.