في قديم الزمان، في عصر سابق، كان هناك نملة تعيش في غابة بعيدة. كانت هذه النملة قدوة في الإجتهاد والعمل الجاد. تعتب وكدحت طوال فصل الصيف، حينما تكون الأيام حارة ومشمسة، جمعت الطعام وخزنته لتستخدمه في الشتاء القارس، حيث البرد والأمطار والظروف العملية الصعبة. وعاش في نفس الغابة صرصور مستهتر ومهمل، يضيع وقته في الغناء واللعب.في إحدى الليالي الباردة في فصل الشتاء، كانت النملة تجلس بجوار المدفأة، وفجأة سمعت دقات على الباب. قالت النملة: من يكون؟ فأجاب الصرصور:أنا الصرصور، يا جارتي العزيزة. ردت النملة: ما الأمر؟ فقال الصرصور: يا صديقتي الوفية، أنا جائع الآن وليس لدي طعام، ولم أقم بتخزين طعام في الصيف، والآن وصلت الشتاء ونفذ الطعام،وأنا ليس لدي أي شيء لأطعم نفسي، وتعلمين أن العمل في الشتاء صعب جدا بسبب البرد، هل بإمكانك مساعدتي وتقديم القليل من القمح لأروي جوعي. فردت النملة:أنت تعلم أن العمل في الشتاء صعب، وتعلم أيضا أن العمل في الصيف هو الأكثر أهمية، وقد قمت بتجميع طعامي ومؤونتي خلال فثل الصيف، والآن أنا مستريحة ومخصصة وقتي للقراءة والإستمتاع. بالإضافة إلى ذلك الصيف يستمر لثلاثة أشهر فقط وأعمل بجد خلالها وأستريح بعدها. بينما أنت تستمتع وتلهوفي صيفك،بينما الجميع يعملون، حتى البشر. والآن تريد أن أعطيك دينا حتى فصل الصيف؟هل تتذكر عندما نصحتك كثيرا ولم تستجب لي؟ وبدأت تستهزأ بكلامي . انظر إلى حالك الآن كيف تقف أمامي بمنظر مؤسف، وانظر إلى سخريك وما أوصلتك إليه؟ لن أمدك بأي شيء، بل اذهب واعمل طوال فصل  الشتاء لتأمين قوت يومك.وانظر إلى ضفة النهرهناك، ستجد قصبة سكر لذيذة، اذهب وتناول ما يكفيك منها، ثم عد يوميا في البرد والمطر لتأكل منها . قد يكون ذلك درسا لك حتى لا تؤجل عمل اليوم للغد. رد الصرصور قائلا: لكن يا نملة، الجو بارد جدا. فأجابنت النملة: هذه مشكلتك وليست مشكلتي. وانصرف الصرصور بحزن في البرد والمطر ليعمل ويأكل ما يساعده على البقاء.تذكر خطاب النملة . وأدرك أن النملة على حق فيما قالته، وقرر على الفور ألا يؤجل عمله إلى وقت آخر، ففهم أنه لا يوجد وقت أفضل للعمل سوى الوقت المناسب.