رواية "التبر" تسلط الضوء بشكل أساسي على موضوعين أساسيين يشغلان إبراهيم الكوني: الخطيئة والحرية، وعلى الرغم من أن هذين الموضوعين يتناولان بشكل أساسي، إلا أنهما يتجاوزان المفهوم الجنسي المباشر لعلاقة الذكر بالأنثى. الخطيئة هنا تأخذ معنى أعمق وأوسع، تمتد إلى أبعد من العلاقات الجنسية المباشرة، بل تصبح تمثيلاً لارتهان قلب الإنسان لأواصر الدنيا بجميع جوانبها: الأب، الزوجة، الولد، الصديق، الزعامة، والثروة، وغيرها. ترمز هذه الخطيئة إلى انغماس الإنسان في الجوانب الدنيوية على حساب الروحانية والحرية الحقيقية.
أخيرًا، يمكن القول أن رواية "التبر" تعتبر الرواية العربية الوحيدة التي تبرز فيها حيوان أعظم، المهري الأبلق، كبطل رئيسي للقصة بتأثير لا يقل عن تأثير شخصيات الرواية الأخرى على مسار الأحداث. وهذا التحدّي لقدرات الكاتب الروائي يظهر جليًا أمام القارئ، مما يجعل هذه الرواية استثنائية في عالم الأدب العربي.