نداء "الوقواق" يأتي كختام مذهل لرباعية الخسوف، حيث تتجمع فيه عواطف الأحداث وتتلاقى بعدما تشتتت في مراحل سابقة من الرواية. يتم في هذه اللحظة الختامية كشف الأسرار وتكشف معاني الرحلة الكبرى للإنسان. هل تعكس المصائر التراجيدية التي يقودها الروائي لشخصياته اتجاهًا فلسفيًا عميقًا، أم هي مجرد خطوط عرض تشير إلى انتقال الحقيقة وغمر الإنسانية في هجير قادم يعد أسوأ من الموت بمفهومه الجسدي؟
إشارات الرواية الفلسفية تبقى مفتوحة، وتظل معروضة للتفسير على مر العصور في سياق الثقافة والمجتمع. إبراهيم الكوني، الذي يتصرف كمايسترو لأوركسترا ضخمة من الكلمات والأفكار، يختم رباعيته ببذلة روحية هائلة ومشاهد لا تُنسى، مما يعزز من قيمة هذه العمل الأدبي في التراث الاجتماعي والثقافي.