تتحدث قصة الأمير السعيد عن أمير عاش خلال حياته معزولا عن الناس فلم يحس أبدا ببؤسهم وفقرهم ومعاناتهم الشديدة في الحياة، ثم حين مات أقيم له تمثال مرتفع وسط المدينة، كان يمكنه منه أن يطل على الناس والأحياء الفقيرة ما جعله يلاحظ، في حاله الجديدة تلك، وحقيقة أولئك الناس الفقراء ومعاناتهم الشديدة، ولما كان غير قادر على الحركة لأنه صنم، استعان بسنونوة، صديقة له تطل عليه بين الحين والآخر، حتى تنقل للناس الفقراء قطعا من الذهب والجواهر التي ترصع ثيابه . وكانت السنونوة تنفذ مطلب الأمير وتوصل تلك الثروات الصغيرة إلىالناس البائسين ، فيسددون بثمنها بعض جوعهم. وفي نهاية الأمر، كان لا بد لتلك الثروة أن تنفذ، ما جعل السنونوة تدرك أنها سوف تموت من البرد، هي التي اعتادت اللجوء إلى التمثال حين يشتد البرد، فتجد في ثيابه وزينته الثمينةدفئا وملجأ لها. ولما أدرك الأمير خطورة ما فعله مع السنونوة وأنها لامحالة هالكة، حاول أن يبعث فيها الدفء من طريق طلبه منها أن تقله على شفتيه . تفعل ولكن مع ذلك تموت وينفطر قلب الأمير...