كنت أضطر دائما إلى تقسيم قراءتي إلى جزء صغير جدا، بسبب الإرهاق العقلي الذي يتطلبه متابعة قصة وايلد والتعاطف مع تقلبات مشاعره ونوبات غضبه.ببساطة كان إغلاق الكتاب من حين لآخريشبه الهروب من الزنزانة . لماذا يعود الإنسان إلى الزنزانة إذا كان لديه العقل في الأساس؟ ولماذا استمررت في القراءة رغم ذلك؟ كيف وضع وايلد في علاقة مع شخص نرجسي لم يكتف بعدم حبه له، بل سلب منه كل شيء. فقد سلب منه حريته وممتلكاته وزوجته وأطفاله. هذا الشخص قادرعلى استنزاف حياتك وتحويلك إلى نقيصة تثير الفقة، إنه يستمد قيمته ووجوده من تشويهك وتشويه حقيقتك. إنها رحلة غريبة من الذل والخسارة التي لا يمكن تعويضها.وعلى الجانب الآخر، بعد سنتين في السجن، بدأ وايلد يتطور مثل الزهور في الليل، ساعده السجن على نضوج أفكاره حول الله والحياة والعمل الفني أيضا.كانت النهاية خيبة أمل حقيقية، العودة إلى التذمر في علاقة مدانة تدمرك تماما، ولكن في النهاية كانت هذه علاقة نمطية بين شخص نرجسي وآخر يعتمد عليه. قد يحاج الشخص إلى أكثر من إفلاسه العلني وحكم السجن لمدة سنتين لكي يتحرر حقا..