يعد كتاب "عقلاء المجانين" لأبي القاسم محمد بن حبيب النيسابري كتاباً فريداً من نوعه يتناول موضوعاً غامضاً ومثيراً للاهتمام حول حقيقة الجنون في سياق التصوف الإسلامي. ويُعتبر هذا الكتاب من أهم أعمال الصوفية الأوائل، وهو عبارة عن مجموعة من الحكايات والأمثال والأشعار الغنية بالحكم والمعارف، ويروي قصص الصوفيين وغيرهم من الممارسين الذين أظهروا سلوكًا غير طبيعي، ووصف بعضهم بـ"المجانين". يجادل الكاتب بأن الجنون الحقيقي ليس مرضًا عقليًا، بل هو حالة من الاستنارة الروحية. ويجادل بأن الصوفيين وغيرهم من العارفين الروحانيين يُنظر إليهم أحيانًا على أنهم مجانين لأنهم تجاوزوا حدود الوعي الطبيعي ووصلوا إلى مستوى رفيع من الفهم والمعرفة.