تدور فصول هذا الكتاب رغم اختلافها حول محور واحد و هو الثقافة و الحرية؛ او بشكل أدق حول ثقافة الحرية. و يرى كاتب هذه الفصول ان قيام الدولة المصرية الحديثة قبل أقل من قرنين من الزمان قد أنقذ هذا الوطن ما الهلاك الفعلي و الاندثار الذي لحق بشعوب أخرى. قاد مصر خطوة بخطوة رغم الهزائم و الانكسارات لتصبح في كل مرحلة أفضل مما كانت عليه من قبل. و جاء مايلى على لسان الكاتب: كما أن هذا القدر من التقدم المُحقق خلال تلك الفترة الوجيزة لا يرضينا الآن على أي نحو. و الفرق بين التوقعات و الواقع لازال شاسعاً. و مازال علينا أن نفعل الكثير. أما القول بأننا كنا نعيش عصراً زهبياً قبل قيام الدولة الحديثة. ثم جائت هذه الدولة لتدخلنا في ثقافة التبعية و الاستعمار. فهو قول أبسط ما يقال عنه إنه يجهل كل الجهل ما كنا فيه و ما أصبحنا عليه.