النيل والفرات يتدفقان بعيدًا، يمضيان بجانبهما رسول الجنوب، آمناً ومحمولاً بأشجانه. إبراهيم الكوني، السائر في ملكوت الصحراء، يتلاقى بوحدته مع عوالم الأساطير، يُشعل خيالًا ساحرًا وينير ذهنًا براقًا، ويُنثر حكمًا. إنه ابن الصحراء الذي استمد حكمته منها وشرب من ينابيعها.
إبراهيم الكوني ينطلق في رحاب الصحراء الأبدية، مستلهمًا منها إبداعه وملهمته. هو مبدع روائي ملحمي، يأتي من عمق الزمن. هل اختار الكوني الصحراء أم أن الصحراء اختارته؟ إن الجواب على هذا السؤال ليس إلا وصلين من نفس السلسلة، فالصحراء والكوني تجتمعان وتتلاقيان.
إذا كتبت الرياح سطورها في رمالها، تكون قد لمحت رواية الكوني. وإذا تلاعب الخيال بحروفه، ستظهر الصحراء بأبعادها وعاداتها وتفاصيلها. هذه الصحراء وهذا الخيال يتحدان لصنع شرخٍ جديدٍ هو بداية ملحمة، قادمة من عمق الزمن.