المبخوت في نهايته السيرة المعطرة للزعيم يختتم القصة بتذييل ساخر يتنبأ بما سيحدث معه في المستقبل، مشابها للتزييف الذي يحدث في تاريخ الواقع.يقدم ترجمة لحياة الزعيم، يتناول المبخوت في التذييل تشكيل وتطور الصور الحقيقية، يشير في تلك التوقعات إلى ما يحدث في العالم الحقيقي والحاضر، خاصة في البلدان التي تعاني من الإستبداد وضياع الحقوق. يقوم بتشبيه التذييل الساخر لرتجمة الزعيم التي صاغها يساريون سوريون يدعمون أنفسهم قيادة النضال السري.ويعكس هذا السخرية المبخوتية الواقع الذي يتمثل في انتشار الكذب والأوهام التي يتلقاها الناس، ويعيدون ترديدها بدون أن يساءلوا عن صحتها.وبهذه الطريقة يبرر المبخوت عجز الأفراد وعدم تمكنهم من مواجهة الواقع.في رواية الإختفاء الحقيقي يتم تقديم بطله الذي يختفي تحت برداء شخصية مزيفة، مما يدهش القارئ ويغير من توقعاته. ويمثل ما يبدو الزعيم في الروايات كشخصية تبرز بالقوة، مع ذلك يتم تصوير الزعيم في هذه الرواية بشكل محدود داخل الجامعة، حيث يدير معظم الأحداث المتعلقة في هذا السياق. كما يتم تقديمه في ثلاث أماكن مختلفة في تونس وهي دار البغواء والمكتبة والبار، حيث تواجه تحديات ويجد حلول لها. المكان الجبلي الذي نشأ فيه في طفولته الذي دفعه لإستكشافه . مع ذلك يعتبر هذا التحديد الدقيق للأماكن هو لجميع الأماكن التي يتم فيها بناء الزعيم الشخصي، حيث يكشف عن نقاط مخفية وراء الأشياء الشائعة بما في ذلك الميزات والشخصيات.عندما يتعرى النص ويكشف النقاب عن طبيعة اختفاء زعيمه، يفتح الباب أمام القارئ الباحث في أسرار الوراية ليبين ألبرت عن الإختفاء آخر يقصد به في السرد، وهو اختفاء الراوي بنفسه. يتم ذلك عن طريق استخدام تقنية تخفي الراوي فيها وإن  كشخصية الراويالمتعلم والمل بالحوالة الرواية. بعد أن أصبح لنا المبخوت سيراة بعد أن أصبحت هذه الشخصية المختفية، ويسأل هل هو كاتب الرواية؟ هل هو الرفيق الرئيسي من المجموعة اليابانية؟هل هو عميد الكلية؟ أم هو ضابط مخابرات شارك في صناعة الزعيم الشخصية؟ في الرواية يتشابك ختفاء القائد بشكل معقد مع أسلوب السردالذي استخدمه المؤلف شكري المبخوت، من خلال التعمق في طبيعة اختفاء القائد وفضحه، يخلق المبخوت مساحة للقارئ للتساؤل عن نوع آخر من الإختفاء داخل إطار السرد نفسه. إن غياب الراوي محجوب بإخفاء فني على الرغم من أنهم قد يظهرون كالراوي العارف الذي يملك الفهم الوحيد للرواية. تقدم الرواية سيرة نشأة ونطور وتكوين الراوي المراوغ؟ هل الراوي هو مؤلف الرواية؟ أم أنهم الرفيق المصاحب للجماعة اليسارية التي تتبع خليطا من الأيديولوجيات، يتسم بشعار الدكتاتورية؟